أسيرة الصمت عضو متقدم
عدد المساهمات : 5
مزاجى : مـن : اعمل : احب : الا رسول الله : :
| موضوع: تقوى الله الأربعاء يناير 27, 2010 7:29 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: "اتق الله حيثما كنت. وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" رواه الإمام أحمد والترمذي.
فما حقيقة تقوى الله جل و علا ؟
التقوى لغة هي الاسم من اتقى ، و المصدر الاتقاء و كلاهما مأخوذ من مادة وقى، و الوقاية هي حفظ الشيء مما يؤذيه و يضره
فالتقوى اصطلاحا أن يجعل العبد بينه و بين سخط الله و غضبه و عذابه و عقابه وقاية تحفظه و تمنعه وهذه الوقاية هي فعل الطاعات و اجتناب المعاصي
سأل رجل أبا هريرة رضي الله عنه : يا أبا هريرة ما التقوى ؟
فأجاب أبو هريرة : هل مشيت على طريق فيه شوك ؟ قال : نعم فقال أبو هريرة : فماذا فعلت ؟ قال الرجل : كنت إذا رأيت الشوك اتقيته (أي ابتعدت عنه) قال أبو هريرة : ذاك التقوى
فأخذ ابن المعتز هذا الجواب البليغ و صاغه صياغة أدبية رائعة فقال:
خلّ (أي اترك) الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى و اصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
و عرف علي رضي الله عنه التقوى بقوله :
التقوى هي العمل بالتنزيل و الخوف من الجليل و الرضا بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل
و عرفها طلق بن حبيب رحمه الله فقال :
التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، و أن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله
و النور هنا هو العلم و البصيرة و الهدى..
وقال ابن مسعود :
التقوى هي أن يُطاع الله فلا يُعصَى، وأن يُذكَر فلا يُنسَى، وأن يُشكَر فلا يُكفَر
و لذلك كانت التقوى وصية الله للأولين و الآخرين من خلقه
" وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ "
من الآية 131 سورة النساء
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) "
سورة آل عمران
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)"
سورة الحشر
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) "
سورة النساء
و الآيات التي يأمر الله فيها بالتقوى كثيرة..
و كانت التقوى وصية نبينا صلى الله عليه و سلم لجميع أمته
ففي الحديث الذي رواه الترمذي و أبوداود بسند صحيح من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :
" وعضنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال :أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد حبشي، و إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة "
و كانت التقوى وصية الصالحين لبعضهم البعض على مر السنين و الأيام ..
أوصى بها أبو بكر الصديق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب من بعده (رضي الله عنهما) و هو على فراش الموت، دعاه و أوصاه فيما قاله : اتق الله يا عمر ...
و أوصى بها عمر بن الخطاب ابنه عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) فقال له : أوصيك بتقوى الله عز و جل فإنه من اتقاه وقاه و من أقرضه جزاه و من شكره زاده .
و أوصى بها عمر بن عبد العزيز أحد إخوانه قائلا : أوصيك بتقوى الله عز و جل التي لا يقبل غيرها و لا يثيب إلا أهلها فإن الواعظين بها كثير و إن العاملين بها قليل جعلنا الله و إياك من المتقين .
و في مسند أحمد و سنن أبي داود و الترمذي و غيرها بسند حسن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أبا سعيد قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم
: أوصني يا رسول الله ، "قال أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء" و في لفظ : " أوصيك بتقوى الله فإنها جماع كل خير" .
ومن الحسنات التي تدفع السيئات
:العفو عن الناس، والإحسان إلى الخلق من الآدميين وغيرهم، وتفريج الكربات، والتيسير على المعسرين، وإزالة الضرر والمشقة عن جميع العالمين.
قال تعالى:
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}
وقال صلى الله عليه وسلم
: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"
وكم في النصوص من ترتيب المغفرة على كثير من الطاعات.
وأول الخلق الحسن:
أن تكف عنهم أذاك من كل وجه، وتعفو عن مساوئهم وأذيتهم لك، ثم تعاملهم بالإحسان القولي والإحسان الفعلي وأخص ما يكون بالخلق الحسن: سعة الحلم على الناس، والصبر عليهم، وعدم الضجر منهم، وبشاشة الوجه، ولطف الكلام والقول الجميل المؤنس للجليس، المدخل عليه السرور، المزيل لوحشته ومشقة حشمته. وقد يحسن المزح أحياناً إذا كان فيه مصلحة، لكن لا ينبغي الإكثار منه وإنما المزح في الكلام كالملح في الطعام، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم. ومن الخلق الحسن: أن تعامل كل أحد بما يليق به، ويناسب حاله من صغير وكبير، وعاقل وأحمق، وعالم وجاهل.
فمن اتقى الله، وحقق تقواه، وخالق الناس على اختلاف طبقاتهم بالخلق الحسن فقد حاز الخير كله؛ لأنه قام بحق الله وحقوق العباد ولأنه كان من المحسنين في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله.
| |
|
kimo عضو جديد
عدد المساهمات : 3
الا رسول الله : :
| موضوع: رد: تقوى الله الأربعاء يناير 27, 2010 11:17 pm | |
| موضوع فى غاية الروعة جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
| |
|